السورية التي فضحت نفاق المجتمع الدولي

Photo of author

By العربية الآن

السورية التي فضحت نفاق العالم

زيارة ميدانية - سجن صيدنايا - ٩-١٢-٢٠٢٤
الكاتب: صرخت سيدة صيدنايا في وجه بيدرسون: لا نريدكم بعد الآن (الجزيرة)

في مشهد يعكس مشاعر السوريين ويبرز رفضهم الشديد لتعامل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مع مأساة بلادهم، عُبِّر عن آلامهم من خلال سيدة سورية زارت سجن صيدنايا بحثًا عن أقاربها المفقودين. تعكس مأساة السوريين معاناة قاسية تشمل القتل والتعذيب، والاعتقال، والتهجير، وتدمير المنازل.

حوَّل المبعوثون الأمميون الأزمة السورية من سياسية إلى التركيز على الملفات الإنسانية، متجاهلين حق الشعوب في تقرير مصيرها.

حظيت السيدة بلقاء غير بيدرسون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، حيث كان حديثها مؤلماً وتعبيرًا صادقًا عن مشاعر الشعب السوري، على عكس السياسيين الذين عادةً ما يلتقيهم. هؤلاء المبعوثون، الذين يعيشون في رفاهية، لا يمكنهم تجسيد مشاعر الألم والإحباط كما فعلت سيدة صيدنايا، التي رأت خذلان المجتمع الدولي أمام القصف والانتهاكات المستمرة.

منذ بداية الثورة السورية وما تلاها من أحداث، عجز المجتمع الدولي ومنظماته عن اتخاذ خطوات فعّالة لإنهاء القتل واستعادة الأمل للشعب السوري، رغم البيانات والتصريحات. كان الأداء العالمي يقف على الحياد، بينما تتواصل عمليات التدمير والقمع في البلاد.

انتقل المبعوثون الأمميون بالأزمة السورية إلى ملفات إنسانية، محولين إعاناتهم إلى حلول إغاثية، وهذه الأخيرة عانت أيضاً من عوائق نتيجة لسياسات الحكومة السورية وحلفائها. فعلى سبيل المثال، في عام 2016، تم تجويع أهالي داريا، ورغم ذلك، أرسلت المنظمات الدولية أدوات تنظيف بدلًا من الطعام.

ظهرت طبقة من من يدعون تمثيل الثوار، وتوكلت ملفات الحل إلى روسيا بعد مبادرات خفض التصعيد.

منذ أن تولى كوفي عنان الملف، كان الأداء غير فعّال، وأسفرت خطته عن فشل بسبب غياب الضمانات الدولية. تبعه الإبراهيمي، الذي حاول جمع الأطراف المتنازعة، لكن كذلك دون جدوى.

ثم جاء دي مستورا، الذي سلم الملف إلى روسيا بقرارات أميركية، مما أدى إلى تعقيد الأوضاع أكثر بدلاً من تحسينها.

وصلنا الآن إلى بيدرسون، الذي أطلق اللجنة الدستورية، وسط جدل كبير حول هوية الثوار والمعارضة وقدرتهم على المشاركة في التغييرات تحت إشراف الأمم المتحدة.

الأسئلة مستمرة حول من هم الثوار، ولماذا يصر البعض على التمسك بالقرارات رغم واقع الأحداث. تحذر النصائح القادة الثوار من أن لا يسمحوا لأي شخص آخر بتسلق الثورة، محذرين من الانزلاق إلى صراعات داخلية.

في ظل كل هذا، هل سيتحرك الثوار مجددًا كما صرخت سيدة صيدنايا؟

صرخة سيدة صيدنايا تنتقل كنداء لجميع السوريين بأنهم لم يعودوا بحاجة للدعم الخارجي الذي عجز عن نصرتهم. تناشد الجميع بأن يكون لهم صوت وأن يتحدوا نحو بناء مستقبل جديد لبلادهم.

القادة الذين يبغون تقويض الثورة يترصدون الفرص. التحدي أمام الثوار الآن هو استعادة الزخم المطلوب للنضال من أجل سوريا حرة وسيدة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.