كيفية تطور الاتفاق لوقف حرب إسرائيل وحماس

Photo of author

By العربية الآن

## وقف إطلاق النار في غزة: تفاصيل الاتفاق وتداعياته

### توقيع الاتفاق والمخاطر المحتملة

من المتوقع أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم الأحد المقبل. إلا أن هذا الاتفاق، الذي يعد أبرز تقدم دبلوماسي منذ أكثر من عام من الحرب العنيفة بين إسرائيل وحماس، يحمل مخاطر عديدة ويثير تساؤلات أكثر مما يقدم من إجابات.

الصفقة التي تم تقديمها لمجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الجمعة، بعد أشهر من المفاوضات المعقدة التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر، تنطوي على غموض دبلوماسي، مما ترك القضايا الأكثر احتدامًا بين إسرائيل وحماس تحت رحمة المزيد من المفاوضات. هذا الوضع أثار قلقًا من احتمال استئناف الحرب خلال أسابيع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ثانٍ.

### الأمل في غزة

في غزة، يبدو أن هناك بارقة أمل في الحصول على المزيد من المساعدات الإنسانية ووقف القصف المستمر بعد 15 شهرًا من الحرب الإسرائيلية، التي أدت إلى مقتل أكثر من 46,000 شخص، سواء من المدنيين أو المقاتلين.

وفي إسرائيل، تستعد الأسر بترقب لاستقبال أقاربهم الذين اختطفتهم حماس خلال هجومها عبر الحدود في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف 250 آخرين.

### ما المتوقع في الأيام القادمة؟

بينما كانت إسرائيل وحماس تتجادلان حول النقاط النهائية للاتفاق هذا الأسبوع، قال مسؤولون أمريكيون وقطريون إن المرحلة الأولى من الاتفاق – التي ستستمر 42 يومًا – يجب أن تبدأ اعتبارًا من الأحد. تتضمن هذه المرحلة إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين لدى حماس في غزة – من النساء والأطفال والرجال فوق سن الخمسين والمرضى أو الجرحى – مقابل إطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.

وقد وافقت حماس على الإفراج عن ثلاث رهائن يوم بدء تنفيذ الاتفاق، وأربعة آخرين في اليوم السابع، و26 آخرين خلال الأسابيع الخمسة التالية من هذه المرحلة الأولى.

تشترط المرحلة الأولى أيضًا دخول 600 شاحنة إغاثة إنسانية إلى القطاع يوميًا – وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن الكمية الحالية من المساعدات، التي اعتبرتها الأمم المتحدة غير كافية لتلبية احتياجات الناس الأساسية.

### ماذا سيحدث بعد ذلك؟

في غزة، يتوقع أن تتوقف العمليات القتالية وتنسحب القوات الإسرائيلية إلى الشرق بعيدًا عن المناطق المأهولة بالسكان، مما سيمكن المدنيين من العودة إلى منازلهم المدمرة. حوالي 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد تم تهجيرهم.

غالبية المعتقلين الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم، وفقًا لقائمة جزئية نشرتها وزارة العدل الإسرائيلية يوم الجمعة، هم من النساء والمراهقين المحتجزين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية بسبب جرائم غير عنيفة.

السفراء رسموا ملامح مراحل إضافية من الاتفاق على أمل أن يسمح وقف إطلاق النار الفوري لإسرائيل وحماس للعمل نحو إنهاء دائم للحرب وإعادة إعمار غزة المدمرة.

### انتقال إلى المرحلة الثانية من الهدنة

يسعى المفاوضون الدوليون إلى إقناع الأطراف المتصارعة بتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار، ولكن المرحلة الثانية من الهدنة تظل غامضة. تشير الخطوط العريضة إلى أنه يجب الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين في غزة، سواء أحياء أو أموات، مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع وتحقيق “هدوء مستدام”.

### التحديات في المفاوضات

تبدو المفاوضات محفوفة بالتحديات نظراً للاختلافات العميقة في أهداف الأطراف المتصارعة. لم توافق إسرائيل على الانسحاب الكامل حتى يتم القضاء على قدرات حماس العسكرية والسياسية، مما يضمن عدم قدرتها على الحكم مجددًا.

على الجانب الآخر، ورغم الأضرار التي لحقت بها، لا تزال حماس تسيطر على معظم مناطق غزة. وقد أعلنت أنها لن توافق على أي اتفاق ينهي الحرب إلا بعد انسحاب جميع القوات الإسرائيلية، حيث ترفض تسليم آخر الرهائن الإسرائيليين المقدر عددهم بحوالي 100 رهينة في غزة.

### الوضع السياسي لإسرائيل

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه تحديًا في إقناع حلفائه في اليمين المتطرف للحفاظ على ائتلافه الحكومي الهش، رغم معارضتهم للهدنة. ولم يقدم نتنياهو أي ضمانات للجمهور بأن إسرائيل ستنتقل إلى المرحلة الثانية، مما يترك العديد من الأسر قلقين على أحبائهم الموجودين في غزة.

أكد وزير الأمن الوطني المتشدد، إيتمار بن غفير، ليل الخميس أن حزبه “القوة اليهودية” سيغادر الحكومة بسبب الهدنة، وسيرجع فقط إذا استؤنف القتال. كما طالب وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو بالاستمرار في الحرب في غزة بعد تحرير بعض الرهائن كشرط لبقاء حزبه “الصهيونية الدينية” في الحكومة.

### قلة الثقة في الهدنة

يبدو أن القلة يعتقدون أن الهدنة ستعالج الأسباب العميقة وراء الحرب. كتب الكاتب العسكري، آموس هاريل، في صحيفة هآرتس الإسرائيلية: “لا أحد يمكنه أن يضمن أن حماس ستحافظ على كلمتها وتنفيذ المرحلة الثانية. وهناك الكثيرون الذين يشككون في نوايا نتنياهو.”

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.