أطباق الشتاء الشعبية من أكثر الدول برودة: تمنح الدفء والطاقة
تُعتبر البلدان التي تتعرض لدرجات حرارة تصل إلى ما دون الصفر وجهة للأطباق الشعبية التي تمنح الدفء والطاقة في أشهر الشتاء. عبر العصور، ابتكرت الشعوب في تلك الدول طرقاً متنوعة للاستفادة من مكونات الطبيعة لصنع وجبات تُعينهم على مواجهة قسوة الطقس وتمنح أجسامهم الطاقة اللازمة.
أكثر دول العالم برودة
تُعد روسيا من أبرد دول العالم، حيث تسجل بعض المناطق درجات حرارة تقل عن -60 درجة مئوية في الشتاء، خاصة في سيبيريا. أما كندا، فتعاني أيضاً من درجات حرارة منخفضة في مناطق مثل يوكون ونونو، حيث تصل في كثير من الأحيان إلى -40 درجة مئوية. بينما تحتفظ غرينلاند بمناخ قطبي قاسي، حيث تتراوح درجات الحرارة في الشتاء بين -30 و-40 درجة مئوية.
فنلندا لا تخلف عن هذا فتعرف أيضاً شتاءً قاسياً تصل فيه درجات الحرارة إلى -40 درجة مئوية، وكذلك النرويج، خاصة المناطق الشمالية حيث تتساقط الثلوج وتصل درجات الحرارة إلى -40 درجة مئوية.
ما هي الأطباق التي يتناولها سكان هذه الدول لمواجهة برد الشتاء ولتأمين الطاقة اللازمة للقيام بأنشطتهم اليومية؟
روسيا
تتميز المائدة الروسية خلال فصل الشتاء بأطباق دافئة ومغذية تساعد على تجاوز برودة الطقس. من الأطباق الشهيرة هناك:
- بورش (Borscht)
هو حساء شهير (يعرف أيضًا بحساء البنجر) يتميز بلونه الأحمر القوي ونكهته الحامضة، وغالبًا ما يُقدم مع القشدة الحامضة والبقدونس أو الشبت.
-
بيلاف (Plov)
يُعتبر بيلاف طبق أرز لذيذ يُطهى مع اللحم (عادة لحم الغنم) والبصل والجزر مع إضافة التوابل مثل الكمون والكزبرة.
-
بلميني (Pelmeni)
كرات عجين تقليدية محشوة باللحم المفروم، تُعتبر من الأطباق المشهورة في المطبخ الروسي، خاصة في سيبيريا. وتختلف طرق تحضيرها في ثقافات مختلفة مع وجود أسماء متباينة.
في أوكرانيا تجد “ڤارينكي”، التي قد تكون محشوة باللحم أو البطاطس أو الجبن أو الفواكه. بينما تُعرف في بولندا بـ”بيروجي” التي تُحشى بعدة مكونات متنوعة.
في اليابان تُطلق عليها “جيوزا”، وهي مزيج من المكونات التي تُطهى بطرق متنوعة، بما في ذلك القلي والبخار.
كما نجد في تركيا وآسيا الوسطى طبق “مانتي” المعروف بحشوة اللحم والبصل، عادة ما يُقدم مع اللبن المتبل أو صلصة الطماطم.
كندا
إضافة إلى الخيارات الروسية، تتميز كندا أيضاً بأطباق شتوية مدفئة ومغذية تساعد السكان على التأقلم مع أجواها المتقلبة.
## خبز البانانك (Bannock)
خبز بسيط مصنوع من دقيق القمح، يتم طهيه على النار أو خبزه في الفرن. وازداد الطلب عليه في فصل الشتاء كونه كان طعاماً شهيراً لدى السكان الأصليين، وغالباً ما يقدم ساخناً مع الزبدة أو المربى.
## بوتين (Poutine)
طبق كندي شعبي يتكون من بطاطس مقلية مغطاة بجبن “Curds” (جبن الحليب المتخثر) ومرق ساخن. يُعد هذا الطبق وجبة دافئة وغنية بالطاقة، ويُنصح بتناوله في الأيام الباردة.
## تورتيير (Tourtière)
فطيرة تقليدية محشوة بلحم مفروم وتوابل عطرية، تُعد خاصة خلال موسم الأعياد. تعتبر هذه الوجبة مزيجاً مغذياً ومناسباً لفصل الشتاء.
## غرينلاند
### سوب العظام (Suaasat)
حساء تقليدي دافئ يُحضر بلحم الحيتان مع مكونات بسيطة كالبصل والبطاطس والشعير. يُعتبر هذا الحساء مثالياً لتدفئة الجسم خلال شتاء غرينلاند القارس.
### ماتاك (Muktuk)
وجبة تقليدية تتكون من قطع جلد الحوت مع دهونها. تُؤكل النيئة لتذوق مذاقها الأصلي، أو تُقلى للتميز بنكهة مقرمشة.
### فيش آند سبودس (Fish and Spuds)
وجبة تشمل سمكاً طازجاً مشوياً مع بطاطس مهروسة وصلصة كريمية غنية. كلمة “سبودس” تشير إلى البطاطس، وغالباً ما تكون تحضيرها مهروسة أو مقلية.
### هانجيكوت
تعني “اللحم المعلق” باللغة الآيسلندية، وهو طبق تقليدي يتكون من لحم الغنم المدخن، ويُعتبر من أشهر الأطباق الشتوية هناك، خصوصاً في المناسبات مثل عيد الميلاد. تقدم عادة مع مكونات جانبية غنية.
## النرويج
### راكليت ولوتيفيسك
راكليت هو جبن نرويجي يُذاب ويُسكب فوق البطاطس والخضراوات، ويعتبر وجبة شتوية مثالية.
## فنلندا
### حساء السلمون (Lohikeitto)
شوربة كريمية تقليدية تعتمد على السلمون الطازج مع البطاطس والشبت، تقدم كوجبة دافئة وخفيفة مناسبة لموسم الشتاء.
## خاتمة
عند مواجهة شتاء قاسٍ، تبرز الأطباق الشتوية كوسيلة للتكيف مع البرودة الشديدة وتلبية احتياجات الجسم. هذه الأطعمة ليست فقط وسيلة للبقاء بل تعكس قيم المشاركة والدفء الاجتماعي، مما يجعل كل وجبة تجربة متميزة تعزز الترابط بين الأفراد.