اللوبيات اليهودية الأميركية تعبر عن استيائها من اتفاق غزة
واشنطن- عبرت اللوبيات اليهودية الأميركية عن استيائها من الاتفاق المتعلق بغزة، والذي يشمل وقف إطلاق النار وعودة المحتجزين، حيث اعتبرته غير كافٍ، إذ أن “إنقاذ عدد محدود من الرهائن الأحياء لا يُعتبر نجاحًا في ظل استغلال حركة حماس لهذه الهدنة لتعزيز قبضتها على السلطة”، والذي وصفته هذه اللوبيات بـ”القدرات الإرهابية”.
ورغم تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لم تشعر هذه المنظمات بالاطمئنان، حيث تفضل التعامل مع إدارات تقليدية لا تحيد عن دعم إسرائيل. وقد تعهد ترامب في منشور له على منصة “تروث سوشيال” بأن الإدارة القادمة ستستمر في التعاون مع إسرائيل لضمان عدم تحول غزة إلى ملاذ آمن للإرهابيين، وسنسعى لتوسيع اتفاقيات أبراهام التي تهدف إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية.
منذ انتخابه في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، طالب ترامب بإطلاق سراح الرهائن قبل تولي منصبه، حيث لعب مبعوثه ستيفن ويتكوف دورًا مهما في التوسط للمفاوضات خلال الأسابيع الماضية، مؤكدًا على أهمية دعم وقف إطلاق النار خلال لقائه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ترحيبات حذرة
ورحبت منظمة “أيباك” (AIPAC) بالاتفاق، حيث أعلنت أنه “من المحبط أن جميع المحتجزين لدى الإرهابيين لم يتم الإفراج عنهم بعد، بما في ذلك المواطنون الأميركيون”. وأكدت على أهمية زيادة الضغط على حماس لضمان الالتزام بهذه الصفقة وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقيين.
كما أشادت المنظمة بالرؤساء بايدن وترامب والمبعوث ويتكوف، وطالبت بتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتحقيق الأمن المشترك وتوسيع السلام. وأعادت نشر ما قاله وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن أن الضغط الأميركي على إسرائيل قد يُسهل جهود حماس، ويجعل الصفقة بعيدة المنال، مبينة أن الكونغرس يجب أن يستمر في دعم العلاقة مع إسرائيل.
وفي حديثه إلى شبكة فوكس، أوضح مايكل والتز، مستشار ترامب للأمن القومي، أن عليهم أن يكونوا مستعدين للعودة إلى القتال إذا لم تلتزم حماس بالشروط.
كما رحبت “رابطة مكافحة التشهير”، أقدم المنظمات اليهودية الأميركية، بالاتفاق لضمان إطلاق سراح 33 رهينة اختطفهم الإرهابيون منذ 7 أكتوبر 2023، مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي بذلت لضمان عودتهم إلى الوطن.
وطالب البيان الصادر عن الرابطة الحكومة الأميركية بالتأكد من التزام حماس بإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين.
“اتفاق سيء”
وفي صحيفة “وول ستريت جورنال”، انتقد الكاتب آرييل كاهانا الصفقة، محذرًا من أن “حركة حماس ستبقى دون عقاب” مما قد يؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح. وأشار في مقاله إلى أن “الاتفاق الذي أعلنته إسرائيل وحماس هو اتفاق سيء، ويدعو إلى إعادة حوالي 30 رهينة”، محذرًا من أن الثمن الذي تدفعه إسرائيل لاستمرار حماس باهظ للغاية.
أعربت شخصية إسرائيلية عن اعتقادها بأنه كان بالإمكان تحقيق اتفاق أفضل في حال الانتظار حتى تنصيب الرئيس ترامب. وطرح تساؤلات حول أسباب عدم تمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء على حماس بالكامل خلال 15 شهراً، مجيباً أن “التدخلات المتكررة للرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن ساعدت حماس على البقاء”. واعتبر أن “قبول إسرائيل للمطلب الأمريكي بالقتال بقيود يعد فشلاً استراتيجياً”.
### خيبة أمل تجاه ترامب وعرض صفقة مع حماس
وأشار الكاتب إلى أن العديد من الإسرائيليين كانوا يأملون أن يقوم ترامب بإنهاء الوضع الراهن، ويمهد الطريق لنتنياهو لاتخاذ خطوات حاسمة ضد حماس. ومع ذلك، قال إن ترامب دفع نتنياهو لقبول “صفقة مع الشيطان” التي لم يكن يجب أن يقبل بها.
### إدانة الاتفاق من قبل المنظمة الصهيونية الأمريكية
رفضت المنظمة الصهيونية الأمريكية (ZOA) اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، واعتبرته “استرضاءً مروّعاً”. وأوضح رئيسها مورتون كلاين أنه يعارض بشدة “صفقة الرهائن”، رغم ارتياحه لإطلاق سراح بعض اليهود الأحياء.
### خوف من العواقب وفقدان عدد من الأرواح
وأشار كلاين إلى أن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح نحو ألف إرهابي فلسطيني، معتبراً أن كثيراً منهم قد قتلوا يهوداً. ونبه إلى أن التاريخ يثبت أن العديد من هؤلاء المفرج عنهم سيعودون لارتكاب أعمال عنف ضد اليهود، مما قد يؤدي إلى وفيات أكبر في المستقبل.
### استنكار الضغط على نتنياهو
عبر رئيس المنظمة عن استيائه من ضغط ترامب على نتنياهو للتوقيع على وقف إطلاق النار، متسائلاً عن سبب إصرار ترامب على هذا القرار قبل 20 يناير. وأكد أن وعد نتنياهو بتحقيق نصر كامل وتدمير حماس يتطلب إعادة النظر في هذا الاتفاق.
### تساؤلات بشأن السلام والأمن
اختتم كلاين بتقديم مجموعة من الأسئلة الأخرى حول اتخاذ القرار بإبقاء حماس، معبراً عن قلقه بشأن تعرض إسرائيل للخطر مرة أخرى، مشيراً إلى دروس الماضي من إطلاق سراح إرهابيين مقابل جندي إسرائيلي، وكيف عاد العديد منهم إلى الإرهاب.