أيتام غزة: تحديات ومبادرات في ‘قرية الوفاء’

Photo of author

By العربية الآن


محنة أيتام غزة ومبادرات لاحتوائها في “قرية الوفاء”

متطوعة تروي حكايات لأطفال أيتام بهدف الترفيه والتفريغ النفسي-رائد موسى-خان يونس-الجزيرة نت
متطوعة في قرية الوفاء تروي حكايات لأطفال أيتام بهدف الترفيه والتفريغ النفسي (الجزيرة)

غزة- نجت الطفلة نادين الزويدي (10 أعوام) من الموت، حيث تعرضت عائلتها للهجوم في غارة جوية إسرائيلية أدت إلى تدمير منزلهم وأدت لفقدان والدها والعديد من أفراد أسرتها في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

تسرد نادين معاناتها بعد فقدان والدها، محمود، وشقيقتيها رؤية (17 عاماً) ونغم (12 عاماً) وعمتها داليا وابنها محمد. لقد عانت نادين من تجارب مؤلمة خلال نزوحها، إذ انتقلت من مكان إلى آخر حتى عاشت حالياً مع أمها وأختها في خيمة على شاطئ البحر بالمواصي خان يونس، حيث تقول “غرقنا بمياه البحر والأمطار”.

نجت الطفلة نادين من غارة جوية فقدت خلالها والدها وعدد من أفراد اسرتها واقاربها في شمال قطاع غزة-رائد موسى-خان يونس-الجزيرة نت
الطفلة نادين نجت من غارة جوية فقدت خلالها والدها وعددا من أفراد أسرتها وأقاربها (الجزيرة)

حكايات صادمة

تأثرت حالة نادين النفسية بشكل كبير من فقدان والدها. حالياً، التحق نادين بقرية الوفاء المعنية برعاية الأيتام، والتي تركز على دعم الأطفال الذين نجوا من الموت وعانوا من فقدان أسرهم. تقول نادين إنها تشعر بالسعادة من وجودها في هذا المكان، حيث يمكنها اللعب والمرح مع أطفال آخرين مروا بتجارب مشابهة.

بينما يعبر أحمد شعبان (12 عاماً) عن مشاعره المؤلمة قائلاً: “والله حرام ما يحدث لنا.. احنا لسه أطفال، شو ذنبي أعيش بدون أمي وأبي؟”. عاش أحمد في جباليا شمال القطاع، حيث فقد والديه دون أن يتمكن من وداعهما. يقول مأساته: “أبي وأمي خرجا من البيت ليجلبا لنا الطعام ولم يعودا”.

يعيش أحمد حالياً مع جديه وأسرة خالته في خيمة بمدينة دير البلح، ويدرك صعوبة الحياة دون والديه. يشير إلى أنه يفتقد طعام والدته ويجد أن الطعام الذي يحصل عليه في المخيم ليس لذيذاً.

إعلان

يتجاوز عدد الأطفال الأيتام في غزة 35 ألف طفل، وفقاً لمكتب الإعلام الحكومي، نتيجة الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 11 ألف فلسطيني في عداد المفقودين، وقد يُرجح أن معظمهم تحت الأنقاض.

وفاء ابو جلالة الهدف من القرية خلق ملاذ آمن للأطفال الأيتام ودعمهم نفسيا واجتماعيا-رائد موسى-خان يونس-الجزيرة نت
وفاء أبو جلالة: الهدف من القرية خلق ملاذ آمن للأطفال الأيتام ودعمهم نفسيا واجتماعيا (الجزيرة)

ملاذ آمن

انتقل أحمد إلى “قرية الوفاء” حيث بدأ يشهد تغييرات إيجابية في شخصيته، ويستعيد بعض من نشاطه وابتسامته. وتعد القرية بمثابة ملاذ آمن للطفل، حيث ينسى الحرب ويتعلم ويلعب ويكوّن صداقات جديدة مع أطفال آخرين يشاركونه تجارب مماثلة.

بهذه المبادرة، تسعى “قرية الوفاء” لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الأيتام في غزة، حيث يواجه هؤلاء الأطفال تحديات وصدمات ترفض أن تفارق ذاكرتهم.


# قرية الوفاء: ملاذ آمن لأيتام غزة

## خدمات متنوعة ودعم شامل

تقدم قرية الوفاء حالياً خدماتها لحوالي 200 طفل يتيم، يعيش معظمهم في ظروف قاسية داخل خيام النزوح ومراكز الإيواء. وتهدف هذه المبادرة، التي تديرها الدكتورة وفاء أبو جلالة، إلى توفير ملاذ آمن لهؤلاء الأطفال، والذي يعزلهم عن أجواء الرعب الناجمة عن الحرب.

## الحياة الجديدة للأطفال

تسعى القرية لتوفير خدمات متعددة تشمل التعليم، الدعم النفسي، التأهيل والترفيه. حيث صرحت أبو جلالة، وهي أخصائية نطق وتأهيل، أن هذه القرية تمثل حياة جديدة للأطفال الأيتام، وتحرص على توفير الأمان والراحة لهم خلال فترة إقامتهم.

## تطلعات ونوعية الدعم

تأمل أبو جلالة في تطوير القرية وزيادة العدد المستفيد من الأطفال الأيتام، حيث يشرف على أنشطة القرية مجموعة من المتطوعين الذين يجمعهم الإيمان بقيمة العمل مع هؤلاء الأطفال. وتتركز جهودهم على إعادة بناء الأطفال من جديد وتوفير الدعم في المجالات النفسية والاجتماعية والتعليمية والترفيهية.

## آثار الصدمات النفسية

تواجه طواقم القرية تحدّيات متعددة، تشمل آثار الصدمات النفسية التي يعاني منها الأطفال. معظمهم تأثرت سلوكياتهم بشكل كبير، حيث واجه البعض صعوبات في النطق نتيجة الصدمات العنيفة التي تعرضوا لها. إذ تقول أبو جلالة: “عانى هؤلاء الأطفال تجارب قاسية لا تتحملها الجبال”.

## أهمية الرعاية المتخصصة

يحتاج اليتامى من أطفال غزة، الذين يمرون بمثل هذه التجارب المؤلمة، إلى رعاية خاصة وتعامل مخصص حسب حالة كل منهم. وحسب أبو جلالة: “فقد الأب أو الأم له وقع كبير على الطفل، فهو ليس مجرد فقد شخص عزيز، بل هو فقد للسند والعاطفة”.

## إعادة التأهيل والتمكين

في قرية الوفاء، توجد أقسام خاصة تتعلق بالتأهيل اللغوي والنفسي. وتعمل الأخصائية أسيل أبو سليمان مع الأطفال لتوفير الدعم اللازم، والتعبير عن أحاسيسهم ومشاعرهم. وفقًا لها، فإن آثار الحرب على الأطفال تشمل العدوانية والتشتت، مما يستدعي تفاعلاً عاجلاً من المختصين.

## برنامج متكامل للتأهيل

يدير الدكتور أحمد أبو سعدة برنامج التأهيل المجتمعي للأطفال، حيث يتضمن العلاج النطقي، التأهيل السمعي، والعلاج الطبيعي. ويعمل مختصون على تقديم الدعم بناءً على الحالة الخاصة لكل طفل.

## البيئة الخارجية وتأثيرها

أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها الأطفال هو عدم توفر بيئة آمنة في المجتمع الخارجي، مما يزيد من الضغوط النفسية عليهم. لذلك، تسعى القرية لعزل الأطفال لفترة طويلة عن هذه البيئة، لتقليل تأثير الصدمات اليومية.

كما يذكر الدكتور أبو سعدة أهمية التعامل السريع مع حالات الأطفال الذين يعانون من صعوبات في النطق، إذ أنه بدون العلاج المناسب، قد تبقى هذه المشكلات معهم طوال حياتهم.

الطفل اليتيم محمد علي والده مفقود في مدينة غزة ويرجح أنه في عداد الشهداء-رائد موسى-خان يونس-الجزيرة نت
الطفل اليتيم محمد علي والده مفقود في مدينة غزة ويرجح أنه في عداد الشهداء (الجزيرة)
المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.