[ad_1]
زيارة الرئيس السوري المؤقت إلى السعودية: محاولة لتحسين العلاقات الإقليمية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (أسوشيتد برس) — قام الرئيس السوري المؤقت أحمد الشعار بأول زيارة خارجية له يوم الأحد، حيث سافر إلى السعودية في خطوة تهدف إلى الإشارة إلى تحول دمشق بعيدًا عن إيران كحليف رئيسي لها في المنطقة.
وصل الشعار، الذي كان له علاقات سابقة مع تنظيم القاعدة، إلى الرياض برفقة وزير الخارجية في حكومته، أسعد الشيباني. وتمت الرحلة على متن طائرة سعودية، مع وجود علم المملكة واضحًا خلفهم.
وأبرزت وسائل الإعلام السعودية أن الشعار، المعروف دوليًا بلقب “أبو محمد الجولاني”، اختار الرياض كوجهته الأولى.
وشهد مطار الرياض رفع علم سوريا الجديد ثلاثي الألوان بجوار علم المملكة أثناء خروج الشعار مرتديًا بدلة ورابطة عنق. وبعد ذلك، اجتمع مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، في قصر اليمامة بالرياض.
مناقشات لتعزيز الاستقرار في سوريا
ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن المحادثات تمحورت حول سبل “دعم الأمن والاستقرار في سوريا الشقيقة”. وأكد الشعار في تصريحات لوكالة الأنباء السورية “سانا” أنهم “عملوا على تعزيز مستوى التواصل والتعاون في جميع المجالات، خاصة في الجوانب الإنسانية والاقتصادية”.
سياق التاريخ المعقد
كانت السعودية من بين الدول العربية التي دعمت الجماعات المسلحة التي حاولت الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في عام 2011، إلا أن تلك الجماعات تعرضت للهزيمة بينما دعم الأسد كل من إيران وروسيا، مما أدى إلى حالة من الجمود في النزاع السوري.
تغير الوضع مع الهجوم السريع الذي قادته جماعة الشعار “هيئة تحرير الشام”، التي كانت مرتبطة بالقاعدة لكنها تنصلت من هذه العلاقة في وقت لاحق.
صورة جديدة للرئاسة السورية
أدار الشعار و”HTS” صورة عامة بعناية خلال الفترة الماضية، حيث فضل أسلوبًا عسكريًا باللون الزيتوني يشبه إلى حد ما صورة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما عيّن الشعار نساء في المناصب الحكومية في محاولة للحفاظ على الروابط مع سكان سوريا من الطائفتين المسيحية والعلوية.
كما يسعى إلى إبقاء إيران وروسيا في مسافة محددة، حيث لم تعيد إيران فتح سفارتها في دمشق، والتي كانت مركزًا مهمًا لإدارة العمليات في “محور المقاومة”.
المستقبل السياسي وإعادة الإعمار
تسعى سوريا إلى إعادة بناء البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب، وهو ما سيكلف مئات المليارات من الدولارات، فضلاً عن تلبية احتياجات ملايين السوريين الذين لا يزالون يعانون من الفقر.
زار وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، دمشق في يناير، وأكد أن الرياض تتواصل بفاعلية بشأن رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وعلى عكس حلفاء الشعار الرئيسيين مثل تركيا وقطر، استعادت السعودية العلاقات مع الأسد في عام 2023.
مخاطر داخلية مستمرة
تظل الحكومة المؤقتة في سوريا تواجه تهديدات من تنظيم الدولة الإسلامية ومسلحين آخرين في البلاد. وفي يوم السبت، انفجرت سيارة ملغومة في مدينة منبج الواقعة في محافظة حلب، أسفرت عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة تسعة، وفقًا لوكالة “سانا”.
استولت الجماعات المدعومة من تركيا على منبج في ديسمبر كجزء من جهود أنقرة لتأمين أراض سورية قريبة من حدودها كمنطقة عازلة.
——
كاتب التقرير: كريمة شهابي، بيروت.
رابط المصدر
[ad_2]