تقرير حقوقي: تهديدات خطيرة للنساء الحوامل في غزة
أفاد تقرير جديد لمنظمة هيومن رايتس ووتش بأن إسرائيل تسببت في “خطر شديد وأحيانًا يهدد الحياة” للنساء الحوامل والنساء بعد الولادة والفتيات في غزة، خلال 15 شهرًا من القصف والحصار.
تفاصيل التقرير
نُشر التقرير الذي يتكون من 50 صفحة بعنوان “‘خمسة أطفال في حاضنة’: انتهاكات حقوق النساء الحوامل في ظل هجوم إسرائيل على غزة” من قبل المنظمة المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء.
الاعتداءات على الرعاية الصحية
يتناول التقرير الاعتداءات على المنشآت الطبية والعاملين في قطاع الصحة في غزة، والتي “أضرت مباشرة بالنساء والفتيات أثناء الحمل والولادة وبعدها”. كما يشير إلى أن الحرب قد زادت من خطر الإجهاض، والولادة المبكرة، والموت الجنيني، والنزيف بعد الولادة، وولادة أطفال منخفضي الوزن.
انتهاكات الحصار الإسرائيلي
اتهمت هيومن رايتس ووتش الحكومة الإسرائيلية بفرض حصار غير قانوني، يتضمن حظرًا شبه كامل على المياه والغذاء والكهرباء، واستخدام الجوع كوسيلة للحرب، والاعتداء على النظام الصحي، والتنقل القسري المتكرر. وكل هذه الانتهاكات تشكل انتهاكًا للحق في متابعة الرعاية الصحية بعد الولادة للنساء والفتيات وأطفالهن.
# عودة جماعية لللاجئين الفلسطينيين إلى شمال غزةحق الصحة للجميع
أفادت التقارير بأن إسرائيل “ملزمة باستخدام جميع الموارد المتاحة لضمان تمتع جميع سكان غزة، بمن فيهم النساء الحوامل والفتيات وأطفالهن، بحقهم في الصحة.” وأكدت أنه “يجب التأكد من إعادة بناء النظام الصحي في غزة بالكامل حتى يتمكن جميع المرضى، بما في ذلك النساء الحوامل والرضع، من الوصول إلى رعاية طبية عالية الجودة.”
ادعاءات جديدة بالجرائم ضد الإنسانية
كررت منظمة “هيومن رايتس ووتش” مزاعمها بأن إسرائيل تقوم بارتكاب “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين في غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل بقوة. كما تم إدانة إسرائيل أمام المحكمة الدولية، بزعم ارتكاب جرائم إبادة.
ردود الفعل العسكرية
تواصلت شبكة CNN مع الجيش الإسرائيلي ووكالة “كوجات” الإسرائيلية للحصول على تعليقات. وفي رد على سؤال حول الهجمات الإسرائيلية على المرافق الطبية والعاملين في مجال الصحة في غزة، أعاد جيش الدفاع الإسرائيلي تكرار مزاعم أن حركة حماس تستخدم المستشفيات لأغراضها العسكرية، بينما تنفي حماس استخدام المستشفيات كغطاء.
الدعم الإنساني والتحركات
نفت “كوجات” التسبب في عرقلة المساعدات أو تأخير دخول الوقود أو تحديد عدد الفرق الإنسانية المسموح لها بدخول غزة. وذكر التقرير أن حوالي 66,474 شاحنة مساعدات قد دخلت القطاع، وتمت الموافقة على أكثر من 11,000 طلب للتنسيق الإنساني في جميع أنحاء غزة، ومنذ 7 أكتوبر، تم نقل أكثر من 30,460 طن من المعدات الطبية و53,040 طن من المياه عبر المعابر، حيث سهّلت الوكالة دخول أكثر من 1,300 طبيب وفريق إنساني إلى غزة.
التعليق: اللاجئون الفلسطينيون ينتظرون في وسط غزة للعودة إلى منازلهم في الشمال في 26 يناير 2025.
المصدر: مجدي فتحي/NurPhoto/Getty Images
آثار القصف على المدنيين
تسبب الهجوم الإسرائيلي منذ هجمات حماس في 7 أكتوبر في تدمير عائلات كاملة، وتدمير النظام الطبي والإمدادات، مما أدى إلى انتشار المجاعة والأمراض والنزوح.
“`markdownتشير وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم هناك بلغ 47,306، بينهم 12,316 امرأة و808 أطفال رضع تحت سن العام. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بهذا الرقم في 24 يناير. ورغم بدء الهدنة الهشة الأسبوع الماضي، لا تزال التحديات التي تواجه الأمهات الجدد والحوامل في القطاع خطيرة.
الرضع يموتون “أمام أعيننا”
ذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن أكثر من 1,054 من العاملين في المجال الصحي والمهنيين الطبيين قتلوا، بينهم ستة أطباء أطفال وخمسة أطباء نساء وتوليد. حتى يناير، تتوفر الرعاية الطارئة للنساء والولادة في سبعة من أصل 18 مستشفى تعمل جزئيًا في غزة، وأربعة من أصل 11 مستشفى ميداني، ومركز صحة مجتمعي واحد.
أفادت الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة أنه منذ 7 أكتوبر 2023، ارتفع معدل الإجهاض في غزة بنسبة 300%. وأخبرت امرأتان فلسطينيتان منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن جنينيهما توفيا بعد إصابتهما جراء هجمات بأسلحة متفجرة قتلت شركاءهما أيضًا.
فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي تسبب بها القصف في مجمع ناصر الطبي، في 17 ديسمبر 2023 في خان يونس، جنوب غزة.
آحمد حساب الله/غيتي إيمجز
حتى للذين يصلون إلى منشأة طبية، فإن المستشفيات لا توفر ملاذًا. تقول منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن النساء قد يتم “إخراجهن سريعًا” بعد ساعات من الولادة لأن الطاقم الطبي محاصر بأعداد كبيرة من المرضى الذين أصيبوا جراء القصف.
وقالت مayas Sufyan Musa، 25 عامًا، لـ CNN إنها عندما مشيت إلى مستشفى الإمارات في رفح لتلد ابنتها ماريا في 27 فبراير، صُدمت من حشود الفلسطينيين اليائسين الذين يبحثون عن مأوى. “لم أتمتع بخصوصية كافية خلال ولادتي. كنت خائفة جدًا من النزيف. واجهت صعوبة كبيرة في الولادة بسبب الخوف من قذائف بالقرب من المستشفى.”
وأضافت: “أخبروا زوجي أنني مضطرة للمغادرة على الفور… كان لحظة صعبة جدًا، والنظافة في المستشفى كانت غير موجودة.”
بالنسبة للنساء الحوامل في غزة، يمكن أن يؤدي الضغط الناتج عن محاولة البقاء على قيد الحياة في ظل الهجمات مع نقص الطعام والماء إلى ضعف جهاز المناعة، وإيذاء الجنين، وزيادة خطر الولادة المبكرة، وفقًا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”. وأوضح الدكتور عدنان راضي، طبيب في مستشفى العودة شمال غزة، أن معظم الرضع الذين يولدون في المستشفى يعانون من وزن منخفض جدًا عند الولادة ويموتون بسبب نقص الأكسجين أثناء الولادة.
وأشار الدكتور راضي في تقرير “هيومن رايتس ووتش” قائلاً: “نحاول إجراء التنفس الاصطناعي للرضع. أحيانًا يساعد ذلك، لكن الصورة قاتمة جدًا.” مضيفًا: “خلال الشهر الماضي، أستطيع أن أتذكر أكثر من ستة أطفال ذوي وزن منخفض يموتون أمامي.”
وفي الوقت نفسه، فإن نقص المواد المضادة للبكتيريا يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بالعدوى البكتيرية، والالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا بين حديثي الولادة، كما أفادت مرام الشرفا، عاملة الإغاثة لمنظمة “رعاية طبية للفلسطينيين” في غزة.
“بدأت أطلب من الله أن يأخذ الطفل”
في مخيمات النزوح الواسعة، يقول الآباء إنهم لا يستطيعون العثور على ما يكفي من الطعام أو الماء النظيف أو التدفئة أو设施 الصرف الصحي. وبدلاً من ذلك، يلجأ مقدمو الرعاية إلى إطعام الأطفال الرضع بحليب صناعي مصنوع من ماء متسخ، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف والتهاب الكبد A والعدوى الجلدية، وفقًا لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”.
“`### تأثير النزاع على النساء الحوامل في غزة
تعاني النساء الحوامل من مخاطر صحية متزايدة في ظل الظروف الحالية، حيث تشير التقارير إلى أن المرأة الحامل التي تستخدم مراحيض مشتركة في أماكن مكتظة تشهد زيادة في احتمالية الإصابة بالعدوى، بما في ذلك التهابات المسالك البولية، الأمر الذي قد يؤدي إلى الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وحتى وفيات الأجنة، وفقاً لما ذكره علي الشرفاء، مسؤول البرامج في منظمة MAP.
قلق الأمهات وتأثير البيئة المحيطة
قال الشرفاء: “قد تشعر النساء بعدم الارتياح أو الخجل من الرضاعة في مثل هذه الظروف”. وأضاف بأن “غياب الخصوصية يمكن أن يؤدي إلى التوتر والقلق، مما يؤثر على قدرة الأم على الاسترخاء وتكوين روتين رضاعة ناجح”.
الإحصاءات المقلقة للأمن الغذائي
كشف وكــالـة الأمم المتحدة لتنظيم الأسرة أنه يعاني أكثر من 48,000 امرأة حامل من انعدام الأمن الغذائي الطارئ أو الكارثي في ديسمبر الماضي.
الوفيات في صفوف الأطفال
حسب زهير الوهيدي، مدير نظم المعلومات في وزارة الصحة في غزة، فقد توفي 56 طفلاً جراء الجوع. كما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن ثمانية من الرضع والمولودين حديثاً لقوا حتفهم بسبب انخفاض درجات الحرارة في يناير.
مقدمة من رايد ردوان
قصص شخصية من داخل النزاع
مايا سفيان موسى، التي تعيش في دير البلح وسط غزة، قالت إن طفلها ماريا يعاني من سوء التغذية. وفي تعبير عن المعاناة، أوضحت: “اشتد الألم بشكل مركز بسبب النزوح الجسدي”. وأعربت عن مخاوفها من التعرض للقصف المباشر، أو للبرد والمطر الذي يتسبب في غمر الخيم.
الصعوبات اليومية
تحدثت إسراء مازن دياب الغول، البالغة من العمر 30 عاماً، والتي تعاني من النزوح في النصيرات، مع منظمة هيومن رايتس ووتش، مشيرة إلى أنها هي وعائلتها لم يتوفر لديهم ما يشربونه سوى ماء البحر لمدة يومين. وقد عبرت عن قلقها من تأثير ذلك على صحتها وصحة طفلها.
التأثيرات السلبية على المرافق الصحية
أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أن انقطاع الاتصالات يعوق وصول النساء إلى خطوط المساعدة والمعلومات عبر الإنترنت، بينما تؤدي انقطاعات الكهرباء إلى تعطيل الفحوصات الطبية مثل تخطيط القلب والفحوصات الدموية واختبارات البول.
قصص من المستشفيات
أخبرت امرأة حامل في رعاية ما قبل الولادة في خان يونس أنها أغشي عليها عند وصولها إلى مستشفى العودة بسبب التعب والجوع. ولم تتمكن من شراء الفيتامينات لتخفيف أعراضها.
الأمل في غدٍ أفضل
قالت ريهف أم خالد، البالغة من العمر 21 عاماً، والتي في شهرها الرابع من الحمل: “كل شيء نادر”. وأعربت عن رغبتها في انتهاء الحرب تماماً، لكي تلد طفلها بصحة جيدة، ولعودتهم إلى منازلهم بأمان.
ساهمت لورين إيزو من CNN في إعداد هذا التقرير.