العالم في حالة حرب: بؤر التوتر التي يتجاهلها الغرب
![أعضاء من جماعة إم 23 المتمردة بجمهورية الكونغو الديمقراطية (رويترز)](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/02/حرب-عالمية-مواقع-التوتر-المتجاهلة-من-قبل-الغرب.jpg)
يعاني العالم في الوقت الراهن من تنامي المخاطر والتوترات، مما يجبر الأفراد على الشعور بالخطر المتزايد يومياً. ولكن هل هذا القلق مشروع؟
سيمون تيسدال، كاتب في صحيفة غارديان البريطانية، يتساءل عن هذا الموضوع في مقال مطول يعرض فيه بؤر الصراعات المعبرة عن النزاعات مثل تلك بين الصين وتايوان وإيران والولايات المتحدة وإسرائيل، مشيراً إلى أنها تستوجب اهتماماً أعمق.
اقرأ أيضاً
إيكونوميست: حملة الصين المذهلة لجلب التأييد لخططها إزاء تايوان
هآرتس: هل مهد ترامب الطريق أمام نتنياهو لضم الضفة؟
وعلى الرغم من التغطية الإعلامية المكثفة للصراعات البارزة مثل الحروب بين إسرائيل وفلسطين وروسيا وأوكرانيا، إلا أن تيسدال يعتبر هذه الحالات استثناءات.
يشير الكاتب إلى العديد من النزاعات الأقل تغطية، مثل النزاعات في السودان والكونغو، الانتهاكات في أفغانستان والتبت، وحروب العصابات في هايتي وكولومبيا، بالإضافة إلى الأزمات الإنسانية في اليمن والصومال، والقضايا السياسية في نيكاراغوا وبيلاروسيا وصربيا، والتي لا يتم تناولها بالشكل الكافي إعلامياً.
الكونغو – رواندا
تناول المقال بالتفصيل بعض الصراعات والنزاعات التي سنتناولها بإيجاز فيما يأتي:
- النزاع بين الكونغو ورواندا وتصاعد التوتر نتيجة نشاط جماعة M23 المتمردة.
رابط المصدر
جمهورية الكونغو الديمقراطية
يستمر الصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ فترة طويلة، حيث سيطرت حركة (إم 23) المتمردة على مدينة غوما، وهي العاصمة الإدارية لإقليم كيفو الشمالي، مما جذب الاهتمام العالمي.
ينكر الرئيس الرواندي، بول كاغامي، الاتهامات الموجهة له من قبل الأمم المتحدة بشأن تقديم الدعم لحركة إم 23 المتطرفة، وإرسال قوات داخل الحدود الكونغولية، خاصة في منطقة غنية بالمعادن مثل الكولتان، والذي يُعدُّ مادة مطلوبة في الدول الغربية.
ميانمار
في العام السابق، شهدت ميانمار تصاعداً في المقاومة المسلحة ضد المجلس العسكري الذي قام بعزل الحكومة المنتخبة بقيادة أونغ سان سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام.
جنرالات الجيش في ميانمار يتبعون تكتيكات “الأرض المحروقة”، ويشمل ذلك شن غارات جوية عشوائية على المدنيين من أقلية الروهينغا في ولاية راخين، تصاحبها انتهاكات خطيرة مثل القتل والاغتصاب والتعذيب والحرق، والتي وصفها المقال بأنها ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
![1739205276 131 حرب عالمية مواقع التوتر المتجاهلة من قبل الغرب مواقع التوتر المتجاهلة مواقع التوتر المتجاهلة](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/02/1739205276_131_حرب-عالمية-مواقع-التوتر-المتجاهلة-من-قبل-الغرب.jpg)
هايتي
تفاقم الأزمات في هايتي
تواجه هايتي تصاعدًا في الفوضى عقب اغتيال الرئيس المنتخب جوفينيل مويس في عام 2021. حيث باتت العصابات المسلحة تسيطر على البلاد من خلال العنف والابتزاز والخطف. يرى المحللون أن الوضع الحالي قد جعل من هايتي دولة فاشلة.
الصراع في إثيوبيا والصومال
يتسم حكم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بالصراعات الداخلية، بما في ذلك الحملة العسكرية الشرسة ضد إقليم تيغراي وتصاعد قمع المعارضين في إقليم أمهرة.
تتهم تقارير رئيس الوزراء بتراجع عن مبادئ الديمقراطية وتأجيج التوترات مع الصومال في محاولة للحصول على ميناء في البحر الأحمر من أرض الصومال، المعلنة استقلالها من طرف واحد.
تؤكد منظمة العفو الدولية أن المجتمع الدولي يتجاهل هذه الانتهاكات.
التحديات في إيران
يواجه النظام الإيراني تحديات داخلية وخارجية كبيرة، أبرزها الصدام المباشر مع إسرائيل عام 2024، والاحتجاجات المحلية المستمرة ضد الفساد والقمع.
شهدت إيران ثلاث انتفاضات رئيسية خلال 15 عامًا، في 2009، 2019، و2022، وسط تساؤلات حول استمرار التوترات.
الأوسط: متى تكون الانتفاضة القادمة؟ هل ستشعل الحرب الشاملة مع إسرائيل أولا؟
سوريا وتركيا
بحسب مقال في صحيفة بريطانية، لا تزال الحالة الأمنية الداخلية في سوريا مهددة، حيث تستمر الجهود الوطنية لتحقيق العدالة، مع الاغتيالات الانتقامية واستهدافات محدودة للأقليات الدينية، بالإضافة إلى الاشتباكات بين القوات الكردية السورية والمجموعات المدعومة من تركيا على الحدود الشمالية.
على الرغم من ترحيب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج برحيل نظام بشار الأسد، يحذر كاتب المقال من أنه بدون مشاركة فعالة ودعم دولي لحكومة أحمد الشرع الجديدة، قد تعود البلاد إلى فوضى الحرب الأهلية.
الوضع في السودان
وسائل الإعلام تميل إلى وصف الوضع الأمني والإنساني في السودان بالكوارث “المنسية”. لكن الكاتب تيسدال يصف الأمر بعبارات أكثر قسوة، معتبرا أن النزاع ليس منسيا بل متعمدا تجاهله، منذ اندلاع الفوضى في 2023 بعد اقتتال الجيش النظامي وقوات الدعم السريع.
أفغانستان وباكستان
في إطار الأوضاع السياسية والأمنية، تبقى الأزمات في أفغانستان وباكستان محط أنظار المحللين السياسيين، حيث تتداخل العوامل الداخلية والخارجية لتصوغ مستقبل غير مؤكد في المنطقة.
أفغانستان: انسحاب حزين ونتائج وخيمة
يصف تيسدال تراجع الولايات المتحدة واستسلامها أمام حركة طالبان في عام 2021 بأنه كان حدثًا مخزياً مع تداعيات سياسية باهظة. ويشير إلى أن استقرار أفغانستان بات موضع تساؤل مع حلول عام 2025، حيث يرزح البلد تحت سوء الإدارة والفقر، وقد أصبح فريسة لتنظيمات متطرفة خارجية مثل “الدولة الإسلامية – ولاية خراسان”.
باكستان: عدم استقرار سياسي وأمني
تبدو باكستان القريبة غير مستقرة عقب عام شهد اضطرابات سياسية، حيث تم سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان، وتولي شهباز شريف، الذي يحظى بدعم الجيش، قيادة البلاد. ويشير المحللون إلى أن عام 2024 شهد تصاعدًا في أعمال العنف والتشدد، بمشاركة حركات مثل “طالبان باكستان” والانفصاليين البلوش.
اليمن
تواجه اليمن أزمة إنسانية مستمرة تُعتبر الأسوأ عالمياً، رغم الفظائع المتزايدة في السودان. منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، تحول التركيز الدولي بعيداً عن اليمن نفسه إلى المتمردين الحوثيين، الذين بدأوا في شن هجمات صاروخية على السفن الغربية وعلى إسرائيل، دعمًا للفلسطينيين في غزة.
المكسيك والولايات المتحدة
تكاد البنية التحتية للحدود بين المكسيك والولايات المتحدة تنهار تحت ضغط تدفق المهاجرين المتزايد، بالتزامن مع منح الحقوق للأمريكيين من أصول مكسيكية.
التوترات بين الولايات المتحدة والمكسيك
أكد الكاتب تيسدال أن السياسات التي يتبعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الحدود مع المكسيك، إلى جانب مطالباته بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا، قد تزيد من تفاقم المشاكل التي تواجهها المكسيك بالفعل.
تحذيرات مجلس العلاقات الخارجية
أشار تيسدال إلى تحذير مجلس العلاقات الخارجية الأميركي الأسبوع الماضي بشأن إعادة العمل بخطط الهجرة العقابية الخاصة بترامب، حيث قال المجلس إن هذه السياسات ستزيد من الأعباء على المكسيك، وتهدد النمو الاقتصادي في المنطقة، وتساهم في تقوية التكتلات الإجرامية الاحتكارية، مما يجعل كلا البلدين أقل أمنًا وثراءً.