من احتفالات الكافا إلى كهوف ساوا آي لاو.. دليلك لإجازة استثنائية في فيجي
26/1/2025
تُعتبر جزر فيجي واحدة من الوجهات السياحية الأكثر جاذبية في جنوب المحيط الهادي، بفضل مناظرها الطبيعية الرائعة التي تشمل شواطئ رملية ناعمة ومياها فيروزية زاهية. تضم جزر فيجي أكثر من 300 جزيرة تقدم للسياح العديد من الأنشطة البحرية والمناظر الخلاب.
جولة التجديف في جزر ياساوا
تُعد جولة التجديف في جزر ياساوا، وهي سلسلة جزر بركانية تمتد على طول 85 كيلومترًا شمال غرب فيجي، من أبرز الأنشطة السياحية المتاحة. تحيط بهذه الجزر الشعاب المرجانية التي تزيد من جمال المنطقة، حيث يقيم السياح في خيام مصممة بشكل جرس ومزودة بمراوح تعمل بالطاقة الشمسية.
المشهد يكمل بوجود أرجوحة شبكية تحت شجرة مانغو كبيرة، مع دجاجات تتنقل بحرية بين أشجار اللهب المتمايلة وأوراق النخيل.
تبدأ المغامرة في ساعات الصباح الباكر، على أنغام صياح الديوك بالقرب من الخيام، حيث يتناول السياح إفطارهم في جناح ريفي بسيط قبل التحضير لرحلة التجديف بواسطة قوارب الكاياك المخصصة لشخصين، بالإضافة إلى قارب مرافق يتضمن المؤن والخيام اللازمة للأيام القادمة.
أثناء التجديف، يواجه السياح الأمواج، حيث يرتفع ونزل القارب بشكل رتيب مع حركة المياه، ورغم التحدي الذي يمثله، إلا أن المناظر الخلابة المتمثلة في الشواطئ الرملية البيضاء والتلال الخضراء وأشجار النخيل تستحق العناء.
تتخلل جولة التجديف لحظات من التسلق والسباحة في مياه بحيرات الكهوف… رابط المصدر
تجربة مشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك
عندما تكون الأجواء هادئة، يمكن للسياح الاستمتاع بمشاهدة الشعاب المرجانية الملونة والمياه الصافية بوضوح. وتطفو السلاحف البحرية على السطح للبحث عن الهواء مما يضفي لمسة من الجمال الطبيعي.
بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك فرصة لمشاهدة أسماك القرش الفضية وهي تجري في الأعماق، مما يجعل التجربة مليئة بالإثارة والحماس.
التاريخ والثقافة في تلال ناكولا
خلال الجولة، يمر السياح بتلال “ناكولا” التي تُشبه جبل الطاولة، وهذه التلال كانت موقعًا لقلعة محصنة في الماضي حيث كان المحاربون الفيجيون يواجهون أعداءهم. أما اليوم، فأصبحت هذه التلال منطقة مقدسة يمنع على السياح الدخول إليها، ما يضفي عليها طابعًا خاصًا يحترم الزوار.
بعد قضاء ساعة ونصف في التجديف، يتمتع السياح بفرصة للاستراحة والغوص بين الشعاب المرجانية ومشاهدة الأسماك الملونة. في ذات الوقت، يقوم المرافقون بتحضير الغداء على طاولات التخييم، مما يجعل التجربة مريحة وممتعة.
تواصل المجموعة رحلتها إلى قرية “نافوتوا”، التي يقطنها حوالي 100 شخص، إذ تتميز منازل القرية ببساطتها، حيث تُبنى من الطوب والخشب وألواح الصاج المموج.
يستقبل سكان القرية الزوار بابتسامة وعبارة “بولا”، التي تعني “مرحبًا” باللغة الفيجية، ويفتحون أبوابهم ونوافذهم ترحيبًا بالسياح.
يتم نصب الخيام في ملعب الرجبي وسط القرية، حيث يمكن للسياح الاستمتاع بمشاهدة مباريات الرجبي، الرياضة الأكثر شعبية في فيجي. عند حلول الظلام، يتمتع السياح بمشاهدة السماء المرصعة بالنجوم بوضوح بفضل الأجواء الريفية الهادئة.
احتفالات الـ”كافا” التقليدية
خلال الزيارة، يُرحب بالسياح للمشاركة في احتفالات الـ”كافا”، التي تُعتبر تقليدية وثقافية في فيجي، حيث يُعد مشروب “الكافا” من الجذور الطبيعية ويُقدم في طقوس جماعية تُعزز من تجربة التواصل والانسجام بين الجميع.
الاحتفال بتقاليد الكافا في فيجي
يُعتبر الاحتفال بتقليد الـ”كافا” واحدًا من الأنشطة الثقافية البارزة التي يشارك فيها السياح في فيجي. يتم الإعلان عن بدء الاحتفال بصوت البوق المصنوع من صدفة المحارة، حيث يلبس الزوار التنانير التقليدية الفيجية المسماة “سولو” قبل التوجه إلى قاعة الاجتماع.
داخل القاعة، يُستقبل الزوار من قبل السكان المحليين الذين يقدمون لهم عروض غنائية ورقصات على أنغام الغيتار، ما يخلق أجواء من الدفء والبهجة.
خلال الاحتفال، يُحضَّر مشروب “ياكونا”، وهو الشراب الوطني في فيجي، من خلال سحق جذور الكافا ومزجها بماء خاص.
على الجميع شرب الشراب دفعة واحدة وفقًا للتقاليد، ويعبر الأهالي بصوت عالٍ عن ترحيبهم بكلمة “بولا”.
استكشاف كهوف ساوا آي لاو
في اليوم التالي، يتوجه السياح إلى كهوف “ساوا آي لاو”، التي تُعد من أبرز المعالم في فيجي. تُستخدم هذه الكهوف كخلفية لتصوير مشاهد من فيلم “البحيرة الزرقاء” الشهير.
يستكشف السياح الأحواض المائية الطبيعية تحت ضوء النهار النقي بين جدران صخرية مدهشة.
في الكهف الثاني، يُستخدم السياح أضواء مقاومة للماء لاستطلاع النتوءات الصخرية والهوابط الفريدة، ما يمنحهم تجربة مليئة بالمغامرة في وسط جمال الطبيعة الخلاب.
يُختتم اليوم بتجربة تذوق وجبة “لوفو”، التي تُطهى باستخدام فرن أرضي تقليدي، وتشمل أطباقًا محلية مثل أوراق القلقاس المطبوخة بحليب جوز الهند، وسرطان البحر، وكاري السمك.
تُمثل هذه المأدبة فرصة حقيقية لاستكشاف المطبخ الفيجِي وتعميق الفهم بثقافة المنطقة.
مع شروق الشمس، تضيء مياه البحر بلمعان فضي مذهل، ويواصل الزوار رحلتهم لاستكشاف المزيد من الجزر.
