إدارة ترمب تستهدف الإعلام الخارجي المموّل حكومياً
اقترح الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي يترأس إدارة كفاءة الحكومة (DOGE)، إغلاق محطات الراديو والتلفزيون الممولة من الحكومة مثل “راديو أوروبا الحرة” و”صوت أميركا”. وتهدف هذه الخطوة إلى تقليص إنفاق الضرائب الأمريكية وتخفيض الهدر المالي، كذلك للحد من تأثير ما يسميه “المتطرفين اليساريين” على الإعلام العالمي.
أعرب ماسك وريتشارد غرينيل، مبعوث الرئيس ترمب الخاص ورئيس الاستخبارات السابق، عن رفضهما القاطع لتمويل الحكومة لهذه المؤسسات الإعلامية. أكد ماسك على ذلك عبر حسابه على منصة “إكس” قائلاً: “يجب إغلاقهما (إذاعة أوروبا الحرة وصوت أمريكا). أوروربا حرة الآن باستثناء البيروقراطية الخانقة. لا أحد يستمع إليهما بعد الآن. هم فقط حفنة من المتطرفين يجلسون ويتحدثون لأنفسهم بينما يهدرون مليار دولار سنوياً من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.”
“بقايا الماضي”
صرح غرينيل بأن “إذاعة أوروبا الحرة” و”صوت أميركا” هما بقايا من الماضي. وذكر على منصة “إكس”: “هذه الوسائل الإعلامية تمولها أموال دافعي الضرائب الأمريكيين وإنهم مليئين بالمتطرفين اليساريين. لقد تعاملت مع مراسليهم لعقود، ولا نحتاج إلى منافذ إعلامية محكومة من الحكومة.”
وأكد غرينيل علانية على رفضه للإنفاق الحكومي على الاشتراكات في هذه الوسائل، مما يعكس موقف ماسك بضرورة إنهاء هذا التمويل فوراً.
تأتي هذه المبادرات وسط تدقيق واسع وجدل حول وسائل الإعلام الممولة حكومياً. إذ اتخذت إدارة ترمب خطوات لوقف الاشتراكات في وسائل إعلامية مثل “بوليتيكو”، “أسوشييتد برس” و”نيويورك تايمز”، معتبرةً أن إنفاقها غير فعّال.
وأوضحت كارولين ليفات، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الحكومة الأمريكية تنفق أكثر من 8 ملايين دولار على اشتراكات مجلة “بوليتيكو”.
أثارت تصريحات ماسك وغرينيل ردود فعل متباينة، خاصة من أنصار وسائل الإعلام الذين يعتقدون أنها تسهم في تعزيز الديمقراطية وتوفير معلومات مستقلة.
يبقى رد فعل هذه المنظمات والمشرعين في الكونغرس غير واضح بعد هذه الدعوات.
رابط المصدر
مناقشات حول دور الإعلام الممول حكومياً
من المرجح أن تثير تصريحات ماسك نقاشًا واسعًا حول دور وسائل الإعلام الممولة من الحكومة في تعزيز حرية التعبير ومقارنتها بالدور الذي تلعبه في دعم الأجندات السياسية.
تاريخ الإعلام الأميركي المُوجّه
كان تأسيس إذاعة أوروبا الحرة (راديو ليبرتي) في عام 1949 يهدف إلى العمل في المناطق التي يكون فيها تدفق المعلومات محدودًا. كانت هدفها نشر الدعاية الموالية لأميركا والمعادية للسوفييت في أوروبا، وجرت إدارتها من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية. حالياً، تبث هذه الإذاعة بـ27 لغة عبر 23 دولة ومقرها في براغ، جمهورية التشيك.
أما «إذاعة صوت أميركا»، فهي محطة إذاعية وتلفزيونية مقرها واشنطن تأسست في الأربعينيات لمواجهة الدعاية النازية، وركزت بعد ذلك على الاتحاد السوفييتي عام 1947. تحصل هذه المحطة على تمويل من الكونغرس وتخضع لسيطرة مباشرة من الحكومة الأميركية، وتبث بـ47 لغة وتصل إلى جمهور يقدر بـ278 مليون شخص أسبوعياً. تُدار هاتان المؤسستان من قبل وكالة الولايات المتحدة للإعلام العالمي (USAGM) التي يقودها برنت بوزيل، كاتب عمود وناشط محافظ عيّنه الرئيس السابق ترمب. يُعرف بوزيل بانتقاده للوسائل الإعلامية الليبرالية.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}